من منا لا يشعر بالسعادة عندما يتناول طعامه المفضل؟ّ! تمثل لحظات تناول الطعام أوقات الراحة لكثير من الأفراد، ويفضلها البعض لكونها الفترة التي تجتمع فيها الأسرة معًا، ولكن هل يمكن أن تكون تلك اللحظات مؤلمة؟
تتسبب بعض الأطعمة في الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي وعسر الهضم، مما يؤدي إلى ظهور آلام شديدة في أثناء تناولها، ويكمن علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ في تجنب تلك الأطعمة.
ما الفرق بين عسر الهضم وارتجاع المريء؟
تحتوي المعدة على مادة حمضية تسمى حمض الهيدروكلوريك، تعمل على هضم الطعام وقتل الميكروبات الموجودة فيها، ولقد خلق الله المعدة بهيئة معينة تمكنها من تحمل هذا الحمض داخلها، أما باقي أجزاء الجهاز الهضمي كالمريء فليست متكيفة مع الحمض، بالتالي تتأذى كثيرًا عند صعوده إليها، وتسمى الحالة التي يصعد فيها ذلك الحمض إلى المريء الارتجاع المعدي المريئي.
وتظهر أعراض الارتجاع المعدي المريئي على هيئة:
- ألم شديد في الصدر يزداد تحديدًا بعد تناول الطعام.
- رجوع الطعام نحو المريء.
- صعوبة في البلع.
- السعال الشديد.
أما عسر الهضم فهو اضطراب الجزء العلوي من المعدة تحديدًا، ويعود سببه إلى عدة أمور، منها:
- مشكلة في حركة المعدة.
- عدم تأقلم المعدة مع الغذاء الموجود داخلها.
- الإصابة بجرثومة المعدة.
يتساءل كثيرون حول طبيعة العلاقة بين عسر الهضم وارتجاع المريء، وأيهما يسبق الآخر، هل عسر الهضم يسبب ارتجاع المرئ؟ أم هل ارتجاع المريء يسبب عسر هضم؟
تعرف أيضاً على: تجربتي مع عملية ارتجاع المرئ وهل هي ناجحة
هل عسر الهضم يسبب ارتجاع المرئ؟ أم العكس؟
عسر الهضم عَرَض عام يشترك بين أمراض عديدة تصيب الجهاز الهضمي، بالتالي يمكن أن نلاحظ أن ارتجاع المريء يصاحبه عسر هضم في كثير من الأحيان، وذلك لأنه يؤثر في كيفية عمل المعدة، ويمنعها من أداء وظيفتها على النحو المطلوب.
أما عسر الهضم فلا يصاحبه دومًا ارتجاع المريء، فالأمر متوقف على سبب المشكلة، فحسب ما أوضحنا سابقًا، يحدث عسر الهضم لأسباب مختلفة بعضها ميكروبي والبعض الآخر لا.
وإن فهم طبيعة هذه العلاقة يساعدنا في علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ في آن واحد، فكيف ذلك؟
وسائل علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ
تعرفنا سابقًا على السبب المؤدي إلى ارتجاع المريء هو صعود حمض المعدة إلى الأعلى، فهل توجد وسائل تساعد في خفضه؟ الإجابة نعم، عبر تناول أدوية الحموضة أو الخضوع لبعض تقنيات الحديثة والتدخلات الجراحية، ذلك إلى جانب تعديل بعض السلوكيات الغذائية التي يمارسها الفرد.
- دور الطعام في علاج عسر الهضم وارتجاع المريء
يحتوي الطعام على عناصر غذائية كثيرة تتفاوت نسبها من طعام لآخر، ومن بين تلك العناصر الأحماض، وهي العنصر الأساسي لحدوث الارتجاع المعدي المريئي، فكلما ارتفعت نسبة الأحماض في الطعام، ازدادت احتمالية تسببها في ارتجاع المريء وعسر الهضم.
ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض:
- العنب.
- الرمان.
- البرتقال.
- الأناناس.
- الطماطم.
- التوت الأزرق.
ذلك إضافة إلى الأطعمة الحارة والمملحة والغنية بالدهون، والنعناع والينسون اللذين يتسببان في إرخاء العضلات السفلية للمريء والسماح لحمض المعدة بالخروج منها.
ومن الضروري ألا يتناول الفرد كمية كبيرة من الأطعمة السابقة، والأفضل أن يتجنبها تمامًا.
الأطعمة المسموحة عند علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ
بدلًا من الأطعمة السابقة، يُفضل أن يكثر مريض ارتجاع المريء من تناول الأطعمة التالية:
الأطعمة الغنية بالألياف
تزيد الألياف الشعور بالشبع بعد تناول كمية منها، بالتالي تمنع الفرد من الإفراط في تناول الطعام، وبناءًا عليه تنخفض حدة الارتجاع، ومن أهم الأطعمة الغنية بالألياف التي يمكن للمريض تناولها:
- الحبوب الكاملة، مثل الشوفان.
- الخضراوات الجذرية، مثل البطاطا والبنجر.
- الخضراوات الخضراء، مثل البروكلي والفاصولياء الخضراء.
الأطعمة القلوية
ذكرنا سابقًا أن السبب وراء ارتجاع المريء هو حمض المعدة، ويمكن خفض تركيزه من خلال تناول أطعمة قلوية، مثل:
- الموز.
- المكسرات.
- القرنبيط.
- البطيخ.
الأطعمة المائية
الأطعمة المائية هي الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الماء، وتساهم هذه الأطعمة في خفض حدة ارتجاع المريء، ومن أبرزها:
- الكرفس.
- الخيار.
- الخس.
إلى جانب الأطعمة السابقة، ينصح الأطباء بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم والزنجبيل والأطعمة الغنية بالبروتين والخالية من الدهون.
تغيير نمط تناول الطعام هام للغاية في أثناء علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ
لا ينحصر علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ في تغيير نوعية الطعام فقط، فلا بد من تغيير الكيفية التي يتناول بها المريض طعامه، على النحو التالي:
- تجنب الأكل في وقت متأخر من الليل، بالأخص قبل النوم بساعتين.
- الحرص على النوم على الجانب الأيسر.
- تناول وجبات صغيرة من الطعام تتكرر على مدار اليوم.
- الحفاظ على وزن الجسم الصحي.
وخلاصة القول أنه من الضروري في أثناء علاج ارتجاع المرئ بالمنظار أو بأي وسيلة أخرى تعديل نمط الطعام الذي يتناوله الفرد وتغيير العادات السيئة التي يتبعها، فبهذه الطريقة تقصر مدة علاج ارتجاع المرئ، ويعود الفرد إلى حياته الطبيعية في وقت وجيز بعد الخضوع لوسائل العلاج الطبية التي يُحددها الطبيب المختص.
بهذه الكلمات تنتهي مقالتنا عن أفضل نظام غذائي من أجل علاج عسر الهضم وارتجاع المرئ، وإذا راودتكم أي أسئلة، فيسعدنا أن نجيبكم عنها من خلال الأرقام الموضحة ادناه: